قصة جميلة ورائعة كان ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻮﺣﻨﻴﻔﺔ ﻧﺎﺋﻤﺎ ﻭﺭﺃﻯ ﻓﻰ ﻣﻨﺎﻣﻪ ﺭﺅﻳﺎ ﻋﺠﻴﺒة .

يريدني أن أجادل مجموعة من الملحدين الذين لا يؤمنون بالله، ويقولون إنه ليس للطبيعة خالق، وإنه والله لأمر جلل، فنحن لا نعرف قدر الذات الإلهية حتى نجادل فيها».

فقال أبوحنيفة لشيخه: «يا شيخي دعني أذهب أنا مكانك لمجادلتهم، فإن حاججتهم فما بال الشيخ الكبير، وإن حاججوني فما أنا إلا تلميذ صغير». فقال له شيخه: «اذهب على بركة الله يا أبا حنيفة».

فذهب الإمام أبوحنيفة إلى قصر الخليفة فوجد قوما من الناس جلوسا عند الخليفة، فقال الإمام أبوحنيفة: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته»، فلم يرد عليه السلام إلا الخليفة وبعض قليل من جلسائه، فقال الخليفة:

«أين شيخك حماد بن سلمان لقد أرسلت في طلبه فلمَ لم يحضر؟»، فقال أبوحنيفة: «لقد أرسلني شيخي لأمثله»، فجلس الإمام أبوحنيفة عند القوم يطلب منهم أن يسألوه أسئلتهم ليرد عليها، فقال رجل – وهو رأس

الملحدين – يا أبا حنيفة لماذا لم يحضر شيخك أليس لديه من العلم الكثير ليحاججنا؟ فقال أبوحنيفة: إن شيخي هو شجرة تثمر علما ولكنكم لستم أهلا لأن تجلسوا مع شيخي حماد بن سلمان.

فقال الخليفة هيا لنبدأ الحوار: (وبدأت المجادلة بسؤال من الملحدين).
٭ الملحدون يسألون: يا أبا حنيفة، هل رأيت ربك؟

– أبوحنيفة يرد: «سبحانه ربي لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار».
٭ الملحدون يقولون: نحن لا نؤمن بمثل هذا الكلام، فنحن نؤمن بالطبيعة، فأت لنا بمثال من الطبيعة».

– أبوحنيفة يقول: «إذن هذا مثال: إن كنتم جلوسا عند رجل حضرته سكرات الحياته انتهت، فعنسائل احمر يخرج من الجسما يحياته انتهت الرجل ماذا يخرج منه؟».

٭ قالوا: تخرج روحه.
– قال الإمام: تخرج روحه أمامكم فهل ترونها؟

٭ قالوا: لا.
– قال الإمام هكذا الروح، فقد خلقها الله ولا ترونها، فكيف ترون الخالق؟

وهكذا طغت عليهم الحجة. ولكنهم أرادوا أن يتداركوا الموقف فسألوه سؤالا آخرا.
٭ قال الملحدون: يا أبا حنيفة في أي اتجاه يتجه ربك؟

– قال الإمام: (أينما تولوا فثم وجه الله).
٭ قال الملحدون: نحن لا نؤمن بالقرآن. آتنا بمثال من الطبيعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top